من نحن ؟ | معرض الصور | الاقتراحات | التواصل معنا
Loading ... please Wait
مشاهدة Image
- العام-الاستضعاف جريمة
المقالات > العام > الاستضعاف جريمة
عدد المشاهدات : 0
تاريخ الاضافة : 2021/08/03
المؤلف : أبو عبدالرحمن الصومالي


الاستضعاف جريمة

علم المسلمون الأوائل من كتاب الله أنه يُحرِّمُ التعاون على الكفر والإثم والعدوان وأنّ من أجاب داعي الضلالةِ واتّبعه يكون شريكَه في العقوبة والجزاء.
وجدوا في كتاب الله أن إبليس اللعين قال: ﴿قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأ حْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء: 62].
وأن الله تعالى ذكره قال له: ﴿قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا﴾ [الإسراء: 63].
ووجدوا في كتاب الله أن الجماهير الضالّة المخدوعة الذين أضلّهم الأكابر والسّادة وزيّنوا لهم الكفر بآيات الله ومعاداة دعاة الحقّ ... إنّ هذه الجماهير لا عُذر لهم عند الله وأنّهم مجرمون فاسقون ويدخلون النار مع الأكابر والسّادة .. لأنّ الله خلق الإنسان كريماً ولم يأذن له الخضوع لغيره والانقياد لسلطان مشاقٍّ لربّه .. فحيث رضوا بالعبودية للطواغيت واتّبعوا أمر من لا يخلق ولا يرزق ولا يعلمُ ولا يرحم وكرهوا شريعة الخالق الرزاق العليم الرحيم لمّا فعلوا ذلك صاروا كافرين مجرمين من أصحاب النار.
قال الله تعالى: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: 25].
وقال: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ [الزخرف: 54].
وقال: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص: 8].
وقال: ﴿فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ﴾ [الذاريات: 40].
وقال: ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَاد﴾ [غافر: 47-48]
وجاء في الحديث الصحيح: "ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه دون أن ينقص من أوزارهم شيء".
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يكاتب الملوك ويدعوهم إلى الإسلام يقول: "أسلِمْ تَسلَمْ فإن تولَّيتَ فإنّما عليك إثم الأريسيين" أي العامة. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يكاتب العامة، لأنّهم في الغالب كالدواب يتّبعون الملوك في الحقّ والباطل إلاّ من عصم الله. وكان الرعيل الأول يتأسّون بالنبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يكاتبون الملوك والقادة ويدعونَهم إلى الإسلام فإن أبو وقاتلوا المسلمين قاتلهم المسلمون ثم يتّخذون الجميع -الملوك والعامة- سبايا وأسرى حرب يمتلكهم المسلمون أنفسَهم وأموالهم. ولم يُسمَع في تلك الأزمنة والقرون المفضّلة من يقول: الإثم على الملوك والقادة أما الجماهير العامة المخدوعة فلا ذنب لهم وهم معذورون بالجهل أو الاستضعاف ولا يجوز أخذهم بجريرة الأكابر السادة .. لم يُسمع هذا القول إلا في هذا الزمن الذي علا فيه صوت المرجئة المعاصرة، الذين يُعذرون أهل الإشراك بالجهل والاستضعاف بِما في قلوبهم من المودّة والعطف على أهل الإشراك الظالمين المجرمين بنصوص القرآن الكريم.


اخبر صديق

Kenana Soft For Web Devoloping